الأحد، 14 مارس 2010

YouTube - ‫خلني قرب الصليب عند ساحة الصليب :- رابعآ بداية عهد جديد‬‎

YouTubehttp://biblesu1.blogspot.com - ‫خلني قرب الصليب
‬‎


                       رابعآ : بداية عهد جديد( عهد المصالحة والفداء )


        عهد المصالحة :- بعد حدوث الخطية ووقوعها بيد زعيم البشرية الأول آدم الأول28*( فى هذا المرجع لأميل برنر يختلف معنا فى ملحقات فكره وآثرت نقل الفكر الذى أتفق فيه معه فهو يرى أن المسيح كآدم الثانى أعادنا لصورة الله ، ولو كان ذلك صحيحآ لأنتهت الخطية تمامآ من الوجود بالنسبة للمؤمنين ، ولكنه على العموم يتفق معنا فى أثر الصليب فى عملية المصالحة لذلك لزم التنبيه ) . جاء آدم الثاتى فى المسيح متممآ المصالحة . فقد حدث بوقوع الخطية التعدى على حقوق الله ، الأمر الذى جاء لأجله المسيح بموجب الوعد الأزلى من الله من نسل المرأة لكى يقوم بعمل المصالحة بين الله والأنسان فيقول فى كولوسى 1 : 20 " وأن يصالح الكل لنفسه عاملآ الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما فى الأرض أم ما فى السموات ".
      وأن يصالح الأمة البشرية لتتكون منها الكنيسة الجامعة29* من أمم ويهود ، أذ ليس بعد عبد أو حر ، بربرى أو سكيثى ، يهودى أو أممى ، اذ صار الكل فيه واحدآ ( أفسس 2 : 16 ) ويصالح الأثنين فى جسد واحد مع الله بالصليب قاتلآ العداوة به .
     لقد كان على الصليب وسيط للمصالحة بين الله والأنسان وهذا سنعرفه فى عهد الفداء ومن خلال الصليب بدأ دخول الأمم العهد عندما أنشق حجاب الهيكل فمهد لنا الطريق الى الدخول ألى الأقداس بدمه . ولعل ذلك القائد الرومانى وهو يقر بأيمانه بشأن المسيح وهو على الصليب دليل على بداية دخول الأمم ألى العهد المقدس الذى أقامه الله بينه وبين البشرية جمعاء ليستفيد به المختارين الذين سيقبلون أليه من كل الأمم ومن جميع أقطار الأرض " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد . لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية "
     لذلك صرنا بالصليب مؤهلين بالفداء للمصالحة فدخلنا ألى هذه النعمة التى نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجده .
       عهد الفداء :- ويتجلى عهد الفداء فى المسيح وهو على الصليب بوصفه كاهنآ جاء على رتبة ملكى صادق قد دخل ألى الأقداس بذبيحة نفسه مرة واحدة لكى يكمل ألى الأبد المقدسين .
      ويتحدث كاتب العبرانيين30* فى رسالته 9 : 11 - 15 عن نتائج تلك الذبيحة فيقول فى عدد 11 " وأما المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأكمل غير المصنوع بيد، أى الذى ليس من هذه الخليقة " فهو يلخص هنا أول نتيجة أذ أجاز لنا الطريق لمحضر الله كما كان يفعل رئيس الكهنة فى العهد الموسوى الذى كان هدفه هو تمهيد وأعداد الشعب لمحضر الله وعمل الفداء ليضمن أستمرار أرتباط الشعب مع الله، ولذلك كان المسيح رئيس كهنة للخيرات العتيدة، ونجدها فى الأصل الخيرات المزمعة . فهو أذ صعد ألى العلاء سبى سبيآ وأعطى الناس عطايا. وثانى نتيجة أنه ضمن لنا بتلك الذبيحة فداء أبديآ ، فكانت ذبيحته مرة على الصليب مرة واحدة عن الجميع ( عبرانيين 7 : 27 ) وهى ذبيحة لا تعاد بحيث صار على المؤمنين فيما بعد أن يعبدوا الله الحى بتلك الذبيحة لأن الذبيحة لها قيمتها الخلقية الفعالة وليست مثل الذبيحة الموسوية التى لها طقوس وتحكمها فرائض تعاد وتستعاد . وثالث نتيجة أنه تقدم بتلك الذبيحة بدم نفسه بروح أزلى ومن أزليته وبقاءه يستمر مدى تلك الذبيحة ألى سائر الأجيال من بعد .ورابع نتيجة أنه صار على الصليب وسيطآ لعهد جديد ليس كالعهد الذى قطع مع موسى أذ أنه قادر على أحراز العفو لمدى أبعد وبقوة أعمق لكى يأتى بالمختارين أمام الله بأستحقاق ذبيحته على الصليب .
        لقد كان الصليب ختمآ للذبائح فصارنهاية الذبيحة لهدف الفداء . فبالصليب دخل المؤمنون ألى العهد عهد الفداء الأبدى . وصار لهم الحق فى الدخول بثقة ألى عرش النعمة لكى يقدمون طلباتهم من خلال وسيط العهد الجديد الذى قدم ذبيحة طويلة المدى مرة واحدة وألى الأبد فأكمل ألى نهاية الدهور طريقهم ألى تلك الأقداس .
وكملاحظة نجد أن هناك الكثيرون الذين يجهدون المعنى أكثر مما يحتمل، فمنهم من يفسرون الصليب بالمذبح الذى قدمت عليه ذبيحة المسيح ، وأن الصليب كان قائمة أفقية وقائمة رأسية تشير الى مصالحة الله بالأنسان ، بينما كانت ضفتى الصليب تشير ألى مصالحة الأمم باليهود ( ألى آخر ذلك من رموز ) ، وهناك من يقولون أن الصليب هو شجرة الحياة التى رويت بدم المسيح فصار لنا الدخول ألى ما فقدناه بآدم الأول . وهى أفكار فى مجملها تصلح للتحليق فى سماء الخيال دون الألتزام بالقواعد الصحيحة فى التفسير فالكتاب يشرح نفسه دون قسر أو أجبار للمعانى .
أترك تعليق .         د.ق. جوزيف المنشاوى.

ليست هناك تعليقات: