الأحد، 14 مارس 2010

عند ساحة الصليب :- أولآ الشفيع الفادى المصلوب YouTube - Fe bostan el dmoo3

YouTube - Fe bostan el dmoo3http://biblesu1.blogspot.com




 عند ساحة الصليب( مقدمه )
      علق جون كالفن 9ب* على تلك الأحداث بقوله الشهير " أن تلك الأحداث تدعونا للتأمل الهادىء أكثر من الكلمات الرنانة " وهذا القول يعكسه رفضه القاطع لعملية التشهير بألآم المسيح على الصليب ومن المعروف أن ألآم المسيح15*  لم تكن مسبباتها مقدار ألآم الجسد مع أنه عومل بوحشية ، وبالطبع أحس بها ، ولكن كانت ألآمه الأكثر شده وضراوه هى فى رفض اليهود أياه . ونجد فى ساحة الصليب عدة نقاط تبرز الفكر الكتابى فى العقيدة الأنجيلية يجب أن نقف عندها متأملين ، فنحن نرى المسيح على الصليب شفيعآ وملكآ ومؤهلآ للأمم لدخول العصر الجديد كما نراه فاديآ أنسانآ لا يزال أحد أقانيم اللاهوت التى لم تنفصل عنه كما نراه بكرآ من الأموات.
                        أولآ : الشفيع الفادى المصلوب
        لقد أحتجب16* وجه أبيه عنه عندما قال فى عمق ألمه " أيلى أيلى لما شبقتنى " فأن كان المسيح ينادى الآب بأسلوبه الخاص فيما قبل ألا أنه هنا يتمثل دوره كنائب عن البشرية جمعاء ، وهذا هو سر أحتجاب وجه أبيه عنه ، فالآب يكره الشر ويرفضه ، وقد كان المسيح عندئذ يحمل كل خطايا البشرية معه على الخشبة وهو هنا يفضل أن يستخدم نفس النداء البشرى الذى صرخ به كاتب مزمور 22 : 1 وأذ يطلب الغفران(17 * ولو أننى أختلف معه فى الرأى بشأن تعبير" يأبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" . فهو يقصرها على طلب الغفران والعفو عن صالبيه بوصفهم جنودآ لا حيلة لهم ولا شىء فى يدهم وهم أمم لا يدركون ، وأن اليهود بوصفهم كانوا يسيرون وراء قادة مضللين ، أما أنا فأراه شفيعآ عن كل البشرية التى يراها كلها فى تلك اللحظة عينها وهى تسلك سبل الحياة بدون فهم لأرادة الآب . وبوصفهم بشر يعيشون فى عالم ظل الحقيقة  ، لكننى فضلت كتابة الرأى كما هو فى الفكر الكتابى الأصيل وأهملت رأيه) عن صالبيه يقف شفيعآ بين الله والناس ، وهو فوق الصليب يؤدى دوره بأستحقاق دمه الذى سفكه عن كثيرين وبأستحقاق جسده المكسور عن خطايا الشعب .
        ويقول مارشال18*" أن الصليب أظهر المسيح ربآ ومخلصآ" . بينما يقول سويفت19* " أن ألامه عن خطايا الشعب هى التى أدت به لأتمام عملية الفداء ".
 فلقد سلم المسيح نفسه للجنود طائعآ مختارآ للقضاء ، حيث رفع على الصليب وعندما أحس بألآم الخطية التى أدت به ألى أحتجاب وجه أبيه عنه نأتى ألى عمق قضية الكفارة فلقد كانت صيحته عندئذ تترجم أحساس المسيح الواعى بالألم ، لقد كان هذا الألم جدير بأن تتحمله البشرية بسبب خطاياها لكن المسيح تحمله عنا فاستحق أبناءه من بعده من خلال هذا الدور الشفاعى الوعد بعدم تركهم أو أهمالهم ( عبرانيين 13 : 5 ).
       لقد كان ألم المسيح فى الحقيقة أكمل وأغرب أنواع الألم التى ليس لها مثيل . لقد تلوى وتقلص ألمآ ليؤكد تناقض رد صدى محبة الله فى قلوب البشر ، وكما يقول فنسنت تيلور20*" يبدو فى ذلك الموقف كمال تمام أتحاد عمل الثالوث الأقدس فى أتمام عملية الفداء"، فهو الذى لم ينفصل فيما يقول كرانفيلد21*.
        ومن الجدير بالذكر أنه لا أحد من كتاب الأناجيل الأربعة يذكر أنه مات بالتعبير الذى يدل على الوفاة الطبيعية ، وأنما يستخدمون التعبير اليونانى "أكسيبنيوسين"22* والذى يعنى الزفرة الأخيرة التى أطلقها ليسجل فى صفحات التاريخ موتآ فريدآ من نوعه فيه كان المسيح له السلطان على روحه قبل أن تسرى عوامل الفناء فى جسده كما تسرى فى أجساد سائر البشر قبل الموت . فلم يكن موته من قبيل أستنفاذ الطاقة 23* وأنتهاءها أو ما يسمى طبيآ بأسم حالة الهبوط ، وأنما أسلم الروح ليد أبيه عند أتمام عمل الفداء ، والدليل على ذلك أن بيلاطس أندهش عندما عرف أنه مات ( مرقس 15 : 44 ، يوحنا 10 : 17 ) والذين لاحظوا من الكهنة تلك الأحداث آمنوا فيما بعد ( أعمال 6 : 7 ).
        لقد عكست كلمة " أنا عطشان " ( يوحنا 19 : 28 ، 29 ) أنه كان أنسانآ كاملآ له حاجته البشرية ، أما كلمته " قد أكمل " فهى تدل على أكمال دوره ومهمته .
       وعندما طعنه الجندى فى جنبه24* فنزل الماء والدم كان لكل عنصر أهميته الجليلة وبالرغم من أختلاف الآراء حول هذين العنصرين ألا أنه يكفى أن نذكر أنه كان برهانآ على الحقيقة الطبيعية لموت المسيح والتى يسوقها يوحنا لكى يحارب آراء " الدوستيين " التى أظهروها كما لو كان المسيح يمثل دور الميت .
    أترك تعليقآ.                 د.ق.جوزيف المنشاوى .       

ليست هناك تعليقات: