الأحد، 14 مارس 2010

YouTube - ‫ترنيمة فوق الصليب - باسم شكري عند ساحة الصليب :- ثانيآ الملك الكاهن المتألم ‬‎

YouTube - ‫ترنيمة فوق الصليب - باسم شكري
http://biblesu1.blogspot.com ‬‎


                 ثانيآ : الملك الكاهن المتألم
       أما عن كونه ملكآ فقد ظهر ذلك من محاكمته ثم اللافتة التى وضعت على الصليب والتى تمثل أتهامه . وكان التعبير " ملك اليهود " - على ما يبدو - يثير سخط اليهود ،    بينما أثار هذا السخط بالأضافة لمجريات الأحداث أثرآ بالغآ أدى ألى عناد بيلاطس ، فأصر على وضع اللافتة كما هى دون تعديل ، ولم تكن للافتة أو للمحاكمة آثار فى ذاتها فى أثبات ملكه ، ولكن فى الآثار التى نجمت عن الصليب نفسه والتى أثبتت جدارته بالملك.
فقد عرفنا كيف كان على صليبه قادرآ مقتدرآ تتزلزل له الأرض ، وتتشقق لأجله الصخور، ويظلم الكون أمتعاضآ، ويموت نبيلآ بلا كسر ، باسلآ بلا خوف ولا وجل 25*. مما دفع اللص أن يتحول من صفوف المستهزئين لينضم ألى جماعة المعترفين بملكه . وينفرد لوقا البشير بذكر ذلك الأعتراف الذى جرى على لسان اللص والذى تلاه بالأعتراف الكامل بجدارة المسيح ملكآ كامل الجلال وكاهنآ له كفاءة عظمى عندما أكد للص صدق ذلك الحدس الذى توصل له وكذلك يبرهن على أهليته لهذا المقام الملكى بفوله " اليوم تكون معى فى الفردوس ". أنه أذآ قادر على أن يستبدل الهاوية ( شيئول بالعبرانية ) كمستقر لأرواح الموتى ، ألى الفردوس ( باراديس اليونانية ) فبدلآ من الأدانة صار التبرير ، لقد ظهر سلطان المسيح على الصليب ملكآ وكاهنآ.
          لقد كان ملكآ متألمآ أذ رفض الخمر26* المسكن للألم ، لكى يدرك بوعى كامل كل الألام متمآ قول كاتب المزمور 69 : 21 لأنه صمم على تحمل الألم حتى منتهاه ( متى 26 : 39 ) حتى ألآمه كانت أبعد ما يكون عن الألام البشرية فى طبيعتها ، فبالأضافة ألى الألام التى يشعر بها الأنسان عادة وهو على الصليب كانت هناك ألآمه الكهنوتية فنراه يمارس وظيفته الكهنوتية27* فى شفاعته عن الشعب كما سبق ، وفى تعليمه لهم وتحذيرهم مما سيحدث لهم حتمآ عن قريب فيرد جميع النائحين من النسوة محذرآ أياهم من الألآم المزمع لهم أن يجتازوها . وبعد بضع سنوات سوف يضع حدآ لتلك الألآم كما جاء فى رؤيا يوحنا6 : 16 ، وتتميمآ لنبوة هوشع 10 : 28 وكانت كلماته لهم تعكس مدى شفقته عليهم أكثر من مجرد أدانة لأفعالهم .
      ويصور القديس "أوريجانوس " مدى جلال تلك اللحظات(والحديث هنا هو نقلآ عن " مارشال  " فى تفسيره للأنجيل بحسب البشير لوقا الأصحاح 23 فى المرجع المدون رقم 18 فى قائمة مراجع هذا البحث ) فيقول " لقد كان الوقت أوان عيد الفصح هو موعد لظهور القمر المكتمل فى المساء ، لكن عندما أحتجبت الشمس لم يبدو معها القمر " ويفسر "مارشال" هذا بأنه كان بسبب أعجاز كونى حيث هبت ريح جنوبية شرقية مثيرة للرمال والأتربة كان لها من القوة بحيث شقت حجاب الهيكل بينما يقول " نيكسون" (فى مرجعه رقم 21 ) أن الظلام الذى حدث كان على كل الأرض كلها تمامآ كما حدث الظلام على مصر أيام " موسى" فى سفر الخروج 10 : 21، بيد أنه يقول أنه عند كسوف الشمس لم يكن موعد القمر ليلآ قد حل بعد فسادت الظلمة . وعلى أى حال لقد كان سلطانه على الكون ظاهرآ جليآ مما دعا قائد المئة الأممى يدلى برأيه فى شخصية المصلوب حيث قال حقآ كان هذا أبن الله ( ونلاحظ هنا أن البشير لوقا يستخدم الصيغة الوثنية كما وردت تمامآ على لسان قائد المئة الوثنى ). لقد كان ملكآ جليلآ وكاهنآ شفيعآ ومعلمآ متألمآ كعبد للرب وهو مسحوق لأجل آثامنا وبحبره شفينا . حتى يقسم له بين الأعزاء نصيبآ وكما يقول كاتب العبرانيين " ناظرين الى رئيس الأيمان ومكمله يسوع الذى من أجل السرور الموضوع أمامه أحتمل الصليب مستهينآ بالخزى فجلس فى يمين عرش الله " عبرانيين 12 : 2 ويقول أيضآ فى كورنثوس الأولى 1 : 18 " فأن  كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله "
           ومع ذلك فأنه يجدر بنا أن نشير لبعض الأفكار التى قيلت فى المسيح بعد أتمامه للصلب أنه نزل ألى أسافل الأرض بمعنى كرازته للذين ماتوا خلال فترة العهد القديم ووصل الخيال ببعضهم أنهم ظنوا أن هناك قديسون كانوا محبوسين فى الجحيم وذهب أليهم لأخراجهم من هناك ، لكن من الواضح أن الأشارة للهاوية هنا تعنى مجرد القبر ( راجع تكوين 37 : 35 ، مزامير 30 : 3 ) ، وأما السجن فلم يكن سوى سجن الأفكار فالكتاب يعلمنا أن أنفس الأبرار تذهب حالآ الى الله ( كورنثوس الثانية 5: 1 - 8  ، لوقا 23 : 43 ، يوحنا 14 : 3 ، فيلبى 1 : 22 ، 23 ، متى 22 : 32  لوقا 16 : 22 ، يوحنا 11 : 26 تسالونيكى الأولى 5 : 10 ، متى 17 : 3 .
أترك تعليقآ .        د. ق. جوزيف المنشاوى . 

ليست هناك تعليقات: