السبت، 7 نوفمبر 2009

الصليب فى علم اللاهوت -1


biblesu1.blogspot.com     الترجمة الأنجليزية بواسطة الكاتب وتحتوى على المراجع بالأنجليزية  
          العقيدة بخصوص مادة الصليب
يرى أصحاب مدارس اللاهوت الطقسى8* قى الصليب عدة معان رمزية، ضمنوها مبادئهم وصارت جزء لا يتجزأ من العبادة، له دلالته العظمى الغريبة الأمر الذى ترفضه الكنيسة، بناء على ما ورد فى كتابنا المقدس. فالكتاب يتحدث عن الصليب كمادة تختلف عما ذهبوا اليه.
فالصليب المادى كان وسيلة للأعدام والتعذيب ( أنجيل يوحنا 19 ). وكان العرف السائد  حينئذ ينظر للصليب باحتقار( غلاطية 3 عدد 13 ) وكان مادة ثقيلة الحمل( متى 27 عدد32 ومرقس 15 عدد 21 ولوقا 23 عدد 26 ). 
أما المهم فى الصليب فهو دلالته على عمل المسيح الكفارى بدمه ( عبرانيين 12 عدد 2 وكولوسى1 عدد 20 ) وبذلك تمت لنا المصالحة( أفسس 2 عدد 14 ) فهو عهد الفداء وحيث قد انتصر المسيح على الموت بصلبه، فقد صار بذلك ممجدآ ( عبرانيين 12 عدد 2 ) لكنه لايمجد بذلك المادة الموجودة فى الصليب الخشبى ، وأنمايكون المجد فى قوة قيامته وغلبته على الموت، واحراز الخلاص للبشرية التى تؤمن به، لذلك فقد ظهرت قوة الله فيه ( كورنثوس الأولى 1 عدد 18 ) فصار موضوعآ للأفتخار ( غلاطية 6 عدد 14 ) والشهادة ( كورنثوس الأولى 1 عدد 17 ) تلك الشهادة بنعمة الله وتضحيته فى تنازله وطاعته ( فيلبى 2 عدد 8 ) فصار الصليب له اهمية خاصة، ليس من حيث الشكل أو الهيئة، وأنما من خلال العمل التاريخى الذى تم عليه . وكما أنه من الأبتذال أن يكرم المرء الهواء أو الماء أو الطعام أو الشراب أو التراب زاعمآ أن سبب تكريمه وتقديسه لتلك الأشياء أن الرب يسوع كان قد استخدمها أبان تجسده ، فأن الصليب كمادة هو مثل تلك الأشياء التى أستخدمها المسيح أو أستخدمت له. 
الا أن المسيح قد علم أتباعه التمسك بالصليب وحمله . والذى يلاحظ فينا الشواهد الكتابية التى تتحدث عن ذلك فى ( متى 10 عدد38 و16 عدد24 ومرقس 8 عدد34 و10 عدد21 ولوقا 9 عدد 27 و14 عدد 27 )فى هذه الشواهد نتعرف على أن قصد المسيح بقوله " من أراد أن يأتى ورائى أو يتبعنى فلينكر نفسه ويحمل صليبه " لم يكن يقصد بالطبع صليبآ ماديآ مصنوعآ من المواد الأرضية وأنما كان يشير ألى أمور روحية أخرى مثل الأتضاع(فيلبى 2 عدد8) والأحتمال ( فيلبى 2 عدد 8 وعبرانيين 12 عدد 2 ) وكتعبير عن شدة أنكارالذات، كتقوية للمعانى السالفة الذكر، والدليل على الطواعية والأختيار، بالقياس الى ما عمله المسيح على الصليب طواعية وأختيارآ من أجلنا و كتعبير عن المحبة المضحية التى تجلت فى عمل بذله وفدائه فهو أذآ يتكلم عن الصليب بمعانى روحية غير مرتبطة بشكل الصليب فنيآ ، أو خامة الصليب ماديآ . 
وعندما نطالع أقوال "جون كالفن "9* فى كتابه " النظام الأساسى للعقيدة المسيحية يقول " لم يكن الرب يسوع محتاجآ لأبراز الصليب ألا لكونه شهادة وبرهانآ على طاعته لأبيه . لكن هناك العديد من الأسباب التى تجعل منه شيئآ مهمآ بالنسبة لنا فهو يشير ألى عملية الصلب المستمرة التى نحياها، وهو بذلك يشير للمعنى الوارد فى غلاطية 6 عدد 14 "قد صلب العالم لى وأنا للعالم " أو ما ورد فى غلاطية 2 عدد 20 " مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى"ويقول" تشارلز هودج"10* فى " علم اللاهوت النظامى ص 1025 " عن الوصايا العشر فى تعليقه على الوصية الثانية " أنها تأمرنا باعتبار الله روحآ مجردآ لا يجوز أن يمثل باليد ولا بالفكر وبأن نكرمه بعبادة روحية تليق به وأن نقيم عبادته على الهيئة التى عينها برفض كل الأختراعات البشرية".
أترك تعليقآ .                            ق.جوزيف المنشاوى.

ليست هناك تعليقات: