biblesu1.blogspot.com الترجمة الأنجليزية للمقال وهى تحتوى على المراجع الخاصة بالبحث بنفس أرقام ورودها فى المقال العربى
بالرغم مما عرفناه عن صليب المسيح، بوصفه أحد الوسائل التى كانت تجلب العار على من يصلب عليه ، وأنه كان وسيلة للأعدام البشع الذى يتبعه التعذيب ويعقبه الأستهزاء ويعاصره الأحتقار ، ألا أن الصليب صارت له أشكال فنية تفنن الفنانون فى أبتكارها حتى أضحى الصليب أحدى وسائل التجميل ، فبات فى عقول البسطاء يحمل نفس القدرمن الجمال الذى أراد الصائغ الماهر أو النحات الشهير بأن يصور الصليب عليه.
لكن صليب المسيح11* كان من أبسط الخامات ، له مظهر خشن عادى مثله مثل سائر الأخشاب المصنوعة من ألأشجار دون تهذيب أو تنعيم على مثال كل الأخشاب التى كانت تعلق عليها جثث الذين تم تنفيذ حكم الأعدام عليهم . فقد كانوا أحيانآ يعلقون القتيل على فرع من فروع أحدى الأشجار التى كانت تنتشر عادة فى الوديان أو يصنعون له صليبآ من تلك الأشجار عينها أمعانآ فى الأحتقار والتعذيب .
ولقد فطن أحد المصلحون لذلك وهو"زوينجلى"12* فلم يهتم بتلك الزينات التى كانت توضع عادة فى الكنائس فكان لا يرى فى ذلك الصليب المنمق الذى يوجد عادة فى الكنائس هنا وهناك ألا نوعآ من العودة للأصنامية التى ترتكز على عقائد مبنية على تصورات الفنانين وبدع الشياطين وآأراء المتفلسفين.
ولا يهم الأمر كثيرآ فى الكنيسة الأنجيلية أن تراعى شكل الصليب أو هيئته وأنما يهمها جدآ أظهار العمل الذى قام به المسيح على أحد الصلبان الذى كان موجود فى تاريخ معين من الزمان أيآ كان شكل الصليب هذا أو هيئته .
ولقد انقسم المتمسكين بأبراز شكل الصليب ألى عدة مدارس مثلت كل منها طائفة فكرية تختلف عن الأخرى، بل أستخدمه أفراد من جماعات لا تنتمى للفكر المسيحى مدفوعين بما قدمه الفنانون من أبداعات فنية لشكل الصليب .
ويقول أقرار الأيمان الهايدلبرجى12* " أنه لا يمكن تصوير الله ولا يجوز بوجه من الوجوه . فمع أن تصوير المخلوقات جائز . فقد حرم الله عبادتها . أو عبادته تعالى بواسطتها. ولا يصح أن نجعل أنفسنا أحكم من الله الذى قد شاء . أن تتعلم كنيسته بواسطة الكرازة بكلمته .لا بواسطة الصور البكم ".
وتدخل الصور والذخائر والتماثيل التى تمثل معانى دينية ضمن الأمور الممنوعة فى أدخالها ضمن بنود العبادة . رغم انها بذلك لا تحارب الفن. فليرسم الفنانون ما شاءوا لكن لا دخل مطلقآ للصورة ومكان العبادة ، أو بين الصليب كشكل، وبين سجودنا أو ركوعنا أو مثولنا بين يدى الله . وذلك تنفيذآ للوصية الثانية التى أمر بها الرب ضمن الوصايا العشر .
أترك تعليقآ. ق.جوزيف المنشاوى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق