الاثنين، 5 أكتوبر 2009

(2) الصليب ---- أشكاله واستخداماته التاريخية



www.biblesu1.blogspot.com   الموقع الأنجليزى المقابل وبه المراجع فى نفس مواضع ورودها                                        
لآحظنا على ممر التاريخ3* عدة إستخدامات للصليب، فقد إستخدمه الفينيقيون القدامى وأهل قرطاجنة، كما إنتقل إستخدامه بعد ذلك لروما. ولا سيما بعد ثورة العبيد الشهيرة.
 
ولم يكن القانون الرومانى أو حتى العرف السائد عند الفينيقيون والقراطجة ، يسمح بصلب أى إنسان ، ما لم يكن من العبيد أو من أهالى المستعمرات، الذين لم يحصلوا على الجنسية الرومانية ، أو من أدنى درجات المجرمين -  وحتى هؤلاء كان من الصعب صلبهم إذا كانوا يحملون الجنسية الرومانية - وهكذا فإن التقليد الذى يقول أن بطرس صلب ( كعبرانى) أما بولس فقد مات مقطوع الرأس لأنه يحمل الجنسية الرومانية، رغم أن التهمة كانت واحدة، هو تقليد يتسق مع ما كان مطبقآ فعلآ فى الأحكام الرومانية فى ذلك الحين . 
وكان هناك أشكال ثلاثة4* للصلب، أو لتنفيذ حكم الصلب الشكل الأول على هيئة حرف تى ، فى اللغة الأنجليزية وهو يرمز للإله تموز واسم ذلك الشكل " كركس كوميسا"
ولقب كذلك باسم " صليب القديس أنطونيوس" .
 أما الشكل الثانى للصليب قهو على شكل حرف" إكس" الإنحليزى أو" كعلامة الضرب" فى علم الحساب

ويسمى باسم "صليب القديس أندراوس" وإسم هذا الشكل هو "كركس دوكاساتا". لكن الشكل الثالث للصليب فهو يشبه الصليب المعروف لدينا الآن وهو على شكل دعامتين أفقية ورأسيةعلى شكل" علامة الجمع" فى علم الحساب (انظر الصورة) ،
وأطلق عليه أسم " كركس إيميسا " .
ويقول التقليد أن الرب يسوع صلب على صليب من هذا الشكل وهذا التقليد يعود للقديس "إيرينايوس " وهو يدعم أقواله بما جاء فى الأناجيل الأربعة فى متى 27 : 37 ومرقس 15 : 26 ولوقا23 : 38 ويوحنا 19 : 19 حتى 22 وذلك الإستدلال ناتج من العلامة التى علقت على الصليب وكانت فوق رأس المسيح 
إلا أن الصليب فى المسيحية إتخذ من الناحية الفنية عدة أشكال مختلفة، ولا زال الفن حتى اليوم يبتكر المزيد من الأشكال المميزة.
 وقد يبدو الأمر بنظرة سطحية أنه نوع من الإختلاف فى الفن ومناهجه.
 لكن الواقع تبعآ لفلسفة الفن ، فإن وراء كل شكل فـــــكرة فى ذهن الفنان صانعها ، وبالنسبة لأشكال الصليب فإنه فى مرات كثيرة يعكس الشكل الذى فضله الفنان كعقيدة لاهوتية خاصة به.
فهناك الصليب المتساوى الأضلاع مع إختلاف هيئة تشكيله ، وكل هيئة تعكس أفكارآ متباينة، لكن عموما هذا الشكل يعبر عن الكفاءة المتساوية للصليب فى هيمنتها على كل الأتجاهات على الأرض ، ففداء المسيح فعال لأهل الشمال بنفس قدرة فعاليته لأهل الجنوب أو الشرق أو الغرب.
 اما الصليب ذو الوتد المرتفع عن الأرض فمفاده تنزيه المسيح عن دنس الأرض وسمو شأنه وعلو مكانته .
 وهناك الصليب ذو الأربعة الأضلاع التى يتفرع من كل ضلع منها صليب جديد بحيث إذا قمت بعد أطرافه تجدها 12 قسم أو طرف، وهذا الرقم فى الكتاب المقدس يشير للكمال فى شعب الله، وهم الأسباط والتلاميذ ...ألخ الأمر الذى ينبغى معه التوسع فى بحثه، فى مرحلة تالية أخرى من هذا البحث .
 لكن صليب المسيح الحقيقى كان عبارة عن قطعتين غير مهذبتين أو ملمعتين من سيقان الأشجار التى كانت تنمو فى 
العادة فى هذه المنطقة.
الصليب فى التراث القديم5* للكنيسة الغربية يظهر عليه المسيح.
 بينما نجد
الصليب فى التراث الشرقى يخلو من المصلوب عليه.
 وهو إختلاف يعبر عن الفرق بين ثقافات الشعوب وتراثها الأدبى
.                              نرحب بتعليقاتكم .                                      ق. جوزيف المنشاوى. 

ليست هناك تعليقات: