الاثنين، 12 أكتوبر 2009

عملية الصلب 1






www.biblesu1.blogspot.com ترجمة البحث باللغة الأنجليزية ويحتوى على المراجع الأنجليزية
التقليد المجتمعى أثناء المحاكمة:-
وكان هذا التفليد يخضع لعاملين رئيسيين أولهما العرف الإجتماعى السائد وثانيهما اللوائح الخاصة بتنفيذ الأحكام فى الدولة الرومانية           .  
كانت خارج قاعة المحكمة تغص بجمهور الأقرباء والأحباء ، والذين يحبون إستطلاع الأمور ، وعلى جانب آخر كان يوجد أيضآ الخصوم والأعداء والشامتين بحدوث المحاكمة ، وكذلك الذين لديهم حب إستطلاع ومعهم كانت فئة من الشامتين فى كل من تحكم عليهم المحكمة بالإعدام بغض النظر إذا كانت هذه الجريمة تخصهم أم لا بل إعتادوا على التواجد خارج المحكمة فى اى محاكمة  تجرى وفق القانون الرومانى، لشخص مرشح لحكم الأعدام صلبآ فى مناطق المستعمرات الخاضعة لذلك الحكم.
 وفى حالة الرب يسوع المسيح خلت خارج القاعة من وجود أحبائه ، فالجريمة المتهم فيها وهى أنه يجعل نفسه ملكآ معاديآ لقيصر(يوحنا 19 عدد12) تجعل أكثر محبيه شجاعة يختبىء بعيدآ ، لئلا يعتبر شريكآ له فى المؤامرة التى لم تحدث منه ، بل حاكتها رؤوس معارضيه .
 وعندما كان ينطق الحاكم الرومانى بالحكم وجب أن يخرج الضابط المكلف بإعلان الحكم ، ويقرأه مكتوبآ فى صحيفة. .
ثم توضع بعد ذلك لافتة مكتوب فيها الجريمة التى من أجلها إستحق ذلك العقاب فوق رأسه ( رأس المحكوم عليه ) كإعلان يشير إلى الجرم ، حتى يرتدع الجميع ولا يفكر أحدهم أن يرتكب ما قد إرتكبه ذلك المحكوم عليه بالصلب .
 ثم
 يسوق أو يسخر أحد مواطنى المستعمرات ، مسخرآ أياه لحمل الخشبة التى ستكون الخشبة الأفقية  بواسطة أفراد فرقته ، تلك الخشبة التى ستغرس فى مكان تنفيذ الحكم ويدق فى أعلاها هذه الصحيفة ، ويمضى هذا المواطن المُسّخر أو المجبر الكروه على أمره أمام الموكب الذى سيكون فيه المحكوم عليه مع فرقة التنفيذ.
 ليس صحيحآ ما يتصوره بعض فنانى ورسامى اليوم فى بعض الصور أن المسيح كان يحمل الصليب وقد إكتمل تشكيله ، فالتشكيل فى الواقع أنئذ كان يتم فى موقع الصلب كما سنرى .
ثم
 يتولى ضابط التنفيذ وهوغير ضابط الإعلان ، لأن ضابط الإعلان مهمته هى : -
1- إعلان الحكم .
2-التأكد من إستمرار هذا الإعلان طوال الطريق إلى ساحة الصلب وفى موقع الصلب.
3- ملازمة المحكوم عليه داخل القاعة لضمان الأمن داخل قاعة المحكمة ، ثم يقوم بالذهاب لموقع تنفيذ الحكم ليشرف على تثبيت الخشبة التى تحمل الإعلان فى مكان تنفيذ الحكم ثم يعود لهيئة المحكمة والوالى
أما ضابط تنفيذ الحكم فكانت مهمته هى :-
1- يكون على رأس الفرقة المتخصصة فى تنفيذ الأحكام التى من هذا النوع،وهى تتميز بالشراسة والوحشية ، ثم يقوم بالذهاب لموقع تنفيذ الحكم وهو يرافق المحكوم عليه مربوطآ من كلتا يديه بخشبة فوق كتفيه وكان هو الآخر موجودآ داخل القاعة على رأس الفرقة المتخصصة فى تنفيذ الأحكام التى من هذا النوع ليس لحفظ الأمن فى القاعة مثل ضابط الإعلان ولكن لضمان إمتثال المحكوم عليه للمحاكمة بكل الطرق الممكنة .
2-  يخرج ضابط التنفيذ وهويسوق المحكوم عليه أمامه ، يرغمه على الإنصياع لأوامره ، باستخدام كل الوسائل الممكنة من ضرب بالسياط  أو الجر أو غيرها من الوسائل الوحشية التى انقضت ، بعد  تنامى وعى الأنسان بحقوق الإنسان وإحترام الكيان الإنسانى ..
 وأول شىء يفعله هذا الضابط  هو أنه يرغم المحكوم عليه على السير وفق هواه ، بأن يحضر فرعآ شديدآ من أفرع الأشجار
6* التى كانت تنمو فى هذه البلاد ، فرع يمكنه أن يحمل جسد أنسان، ويضع هذا الفرع رأسيآ على كتفى المحكوم عليه ، ثم يربط كل يد بأحد أطراف الفرع .
 
فيمشى المحكوم عليه وقد كُـبِلَت كلتا يداه ، فاتحآ ذراعيه.
 فهذه الخشبة هى الخشبة الرأسية التى كان يطلق عليها فى اليونانية "باتابولم
παταβολυμ"، وهى ستسمر فى الخشبة الأخرى التى حملها أحد مواطنى المستعمرات ويستبق موكب الصلب.
 والكتاب يذكر أن هذا الشخص فى حالة المسيح أن الشخص الذى سخروه للقيام بحمل الخشبة الأفقية كان يدعى "سمعان القيروانى" وبدلآ من أصدار الأوامر له حسب العادة بالمضى بسرعة فى مقدمة الموكب بينما يتأخر المحكوم عليه المحاط بفئة من الجند تشبعه ضربآ بالسياط فيتعثر أحيانآ ويتأخر أحيانآ أخرى بينما يكون الحامل للخشبة الأفقية قد سبق ذلك الموكب بفترة كافية بحيث يقوم الجنود المكلفون بواسطة ضابط التنفيذ من تثبيت تلك الخشبة الأفقية فى موقع الصلب حتى تتم العملية بسرعة .
ولكن فى حالة الرب يسوع غيروا إسلوبهم وطريقة تنفيذهم تلك بأن  امروا حامل الخشبة الأفقية بأن يحملها خلف المسيح المقيد( لوقا 23 عدد 26 ) حتى يقوموا بإبطاء هذه العملية تشهيرآ له ، وامعانآ فى تحذير كل من تسول له نفسه فى التفكير بالقيام بمثل ما قام به المسيح .
 وفى مكان تنفيذ الحكم  تغرس فيه هذه الخشبة فى وضع أفقى ، وويختبرون تمكنها من الثبات ويدعمون ذلك التثبيت بإضافة بعض الأوتاد ، حتى تتمكن من حمل المصلوب
.
وعندما يصل الموكب والمحكوم عليه حامل للخشبة الرأسية"باتابولم" بل مكبل بها يقوم ضابط التنفيذ وفرقته بعمل ما يلى
1-
يطرحون المحكوم عليه  أرضآ على وجهه .
2-
يشقون ثيابه7* كنوع من خدش حيائه ، والإساءة لكرامته .
3-
 يقربونه لتعديل إتجاهه وهو ملقى على الأرض مكبلآ بالخشبة من خلال دفعه بعنف ووجهه مغمور فى تراب الأرض ، حتى تكون قدميه ملامستان للخشبة المغروسة فى الأرض.
4-  ثم
 يقيمونه وظهره فى إتجاه الخشبة المغروسه .
5-
يكبلون رجليه .
 فيكتمل شكل الصليب بالخشبة المغروسة ، مع الخشبة التى كبل بها المحكوم عليه، وفى حالة الرب يسوع المسيح فإنه كان مطروحآ فى هذا الوضع على الأرض منتظرآ إتمام عملية غرس الخشبة الأفقية لأنها وصلت بعد وصول الرب يسوع فى مقدمة الموكب ، ولم يكن أنتظاره يخلو من التعذيب .
 وقد يكتفون بقيده فى الخشبة الرأسية أو يستعيضون عن القيود بالمسامير ، أما
فى حالة الرب يسوع المسيح فقد كانت المسامير هى قرارهم) يوحنا 20 عدد 25) .
 وفى هذا الوضع تكون رجلاه ملامستين للأرض فى البداية ،
ولكنهم يرفعونها عن الأرض بثنى ركبتيه ، ثم يدقون الأرجل بالمسامير حتى لا تلامسان الأرض.
فيكون المصلوب على خشبة الصليب الكاملة معلقآ وفوق رأسه اللافتة أو الحكم الذى ثبته ضابط إعلان الأحكام
            ثم ماذا أثناء الصلب . هذا هو موضوعنا الباقى .                     نرحو التعقيب .                           ق . جوزيف المنشاوى 

ليست هناك تعليقات: